جيجل- عمل الاستعمار الفرنسي الذي كان واعيا بدور المساجد في الحركة الوطنية بكل جهده على تكميم صوت المساجد حسب ما تم تأكيده يوم الخميس بجيجل خلال ندوة تناولت دور المساجد إبان الفترة الاستعمارية.
و صرح السيد مسعود بولجويجة المدير الولائي للشؤون الدينية عند افتتاح هذا اللقاء الذي تم تنظيمه بالمركز الثقافي الإسلامي أحمد حماني بأنه من أصل 108 مساجد تم إحصاؤها بالجزائر العاصمة في 1830 لم يتبق سوى 8 في 1960 عشية الاستقلال
الوطني. و أضاف ذات المسؤول بأن هذه الأرقام "تدل على الضغط الممارس من طرف السلطات الاستعمارية من أجل تكميم صوت هذه الأماكن المخصصة للعبادة التي ساهمت بفضل وظيفتها الدينية و الاجتماعية في تنمية الروح الوطنية لدى الجزائريين".
كما أكد السيد بولجويجة بأن الإدارة الاستعمارية التي حاولت محو شخصية الجزائريين سعت لتحويل عدة أماكن مقدسة إسلامية إلى حظائر أو أرضيات للعب قبل أن يذكر بأن أماكن العبادة في جميع الدول العربية الإسلامية شكلت نقطة لانطلاق المقاومة
مستشهدا في هذا السياق بالمسجد الأقصى بفلسطين المحتلة.
و خلال هذه الندوة التي جمعت أئمة و عدة طلبة ذكر المشاركون بدور و مساهمة المساجد الثلاثة القديمة بولاية جيجل و هي مساجد جيجل و الطاهير و الميلية و التي كانت "بوتقات" للحركة الوطنية بالمنطقة.
و تطرق المحاضرون الذين تداولوا على المنصة على وجه الخصوص لأسماء شيوخ لامعين أشرفوا على هذه الأماكن المخصصة للعبادة كما نوهوا بحرارة بأشغال التوسعة التي تخضع لها المساجد بغية استيعاب أكبر عدد من المصلين.
و ينطبق هذا الأمر على مسجد محمد الطاهر ساحلي الذي تم تشييده في 1875 على مساحة 160 متر مربع و الذي لم يكن يستوعب سوى 300 شخص حيث أضحى منذ 1989 يتسع ل3 آلاف مصلي و ذلك بعد خضوعه لأشغال تحديث حسب ما تم تأكيده.
و تم تنظيم هذا اللقاء بمناسبة إحياء الذكرى ال54 للمظاهرات الشعبية ل11 ديسمبر1960 و امتدادا للاحتفال بالذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.